قد يعتبر البعض اختلاف وجهات النظر حول قضية معينة خللا في التركيبة الثقافية للمجتمع الذين ينتمون اليه
ولكن الخلل أصلا هو في مفهوم الحرية من خلال التربية جيلا بعد جيل
بمعنى أن المجتمع الذي من حولنا خصوصا أولئك الذين تقل أعمارهم عن ثلاثين سنة
وهم الذين يشكلون ثمانين في المئة من المجتمع السعودي
هم نتاج تربية الجيل السابق والتي تعتمد في أغلب حالاتها على ثقافة التطويع
وسياسة تطبيق الأوامر بدون معرفة الحكمة من تطبيقها
ولذلك نشأ توجهان متباينان في المجتمع
التوجه الأول: يؤمن بسياسة المنع على الإطلاق مقتنعا بالواقع المرير الذي فرضته طبائع الجيل السابق
وهؤلاء يكمن خطرهم في أنهم الناقل الوحيد لتلك الأعراف الممقوتة الى الأجيال اللاحقة
والتوجه الثاني: يريد الحرية المطلقة ويؤمن بها بل ويحاول اقناع الاخرين بذلك وهؤلاء أخطر لأنهم كالغاز المنغلق
الذي وجد مساحة واسعة للانفلات والانفجار, وكثير منهم يفعل ذلك انتقاما من سياسة الفرض السلبية التي تمت ممارستها خلال تربيتهم,
وبين هذين التوجهين يوجد قلة من الناس المتزنين الحائرين وسط الصراع وهم بحاجة الى تحصين نفسهم بالحد الأدنى من الثقافة الدينية والالمام بالأعراف العامة المتزنة لمجتمعهم فالعرف شرع كما ورد في الأثر
في الختام, حرية المسلم هي أن يتحرى في كل حركاته وسكناته مايرضي الله سبحانه وتعالى