Feeds:
المقالات
التعليقات

Archive for the ‘رسائل الحب’ Category

في متاهات حزن وألم
وبين أشجار العلقم المرة
وفي خريف تساقطت فيه الأوراق المثمرة
يغيب سنا الشمس ويرحل متواريا عن الأبصار
ليعلن عن سواد ليل بهيم طويل
تتجدد معه وتمتد على طوله آلامي وأحلامي

أجلس تحت تلك الشجرة وتنحني رقبتي النحيلة
فتنهمر عبراتي البريئة المكلومة المظلومة
لم يكن هدفي من زيارة هذه الغابة صباح اليوم هو التنزه والتسلي
ولم يكن سبب اختياري تحديدا لهذه الشجرة هو الاستظلال بظلها في النهار
وقطف ثمارها في الليل
بل كنت أبحث عن التخفي عن عيون البشر الذين أكرههم جدا جدا!!

هنا تحت شجرة الخريف ألتقط بعض الأوراق المتساقطة التي خالطتها دموع القهر
وأجد في كل ورقة منها ذكرى مؤرقة من أحزان الطفولة وأشجان المراهقة
فتشعل تلك الذكريات حنينا إلى البؤس القاتم الذي يزداد ويتجدد
والأحلام المستحيلة التي تبتعد وتتبدد!!

أعترف بأني في أيام طفولتي كنت من أشقى أطفال العالم
لم يكن السبب مقتصرا على فقد أب يعتني بي
وأم تملأ طفولتي حنانا ودلالا
ولم يكن سبب بكائي
ماكنت أراه في أعين بقية الأطفال من سعادة وحبور وهم يقدمون إلى المدرسة مع آبائهم
ويطعمون من أيدي أمهاتهم فينامون قريري الأعين!!
كل هذا لم يكن ليتسبب في شقائي بقدر ماكان السبب الرئيس يتمحور في غفلة الناس عني
وعن غيري من الأيتام
الذين تيتموا أولا بفقد آبائهم وأمهاتهم أو خطايا الصبا المنسلخة عن معاني البشرية والرحمة
ثم زاد يتمهم عندما أحسوا بالرفض والاحتقار والازدراء من أغلب من حولهم
فكنت أراهم وحوشا في أجساد بشر
قلوبهم كالحجارة وأعينهم لم تدمع من أجلي ولم تشعر بي
فهي منغمسة في ماديات الحياة يلهثون خلف شهواتهم وملذاتهم
فغاب عن مجتمعنا مغهوم الجسد الواحد
وتردت شيم الكرماء ومكارم التكامل الإجتماعي

كتبت رسالتي هذه على ورقة من أوراق الخريف المتساقطة على الأرض الكالحة
لعلي أعود إليها في الخريف القادم بوجه مبتسم ونظرة متفائلة
فهل أنتم قادرون على صنع البسمة في وجوهنا!!

التوقيع: بسام من دار الأيتام

اترككم مع نشيدين مميزين عن الأيتام
الأول: دمعتي اليتيمة للمنشد عبدالمجيد الفوزان

الثاني: هذه نجواي للمنشد سمير البشيري

Read Full Post »

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته…
تحية مباركة أبعثها لكم مع إشراقة يوم جديد…
يحمل في طياته معاني جديدة للتفاؤل…
و تمتزج في جوانبه…..
أطياف الروحانية والبكاء…
وأوصاف الشرف والإباء….
أتمنى أن تكونوا بخير ياأحبابي المليار…
وأكثركم كذلك..
آمنون في سربكم…
معافون في أبدانكم…
تجدون قوت يومكم..

أنا نجوى من دار الكرامة والبطولات…..
أنا بنت الرجال الأحرار…
أنا قضية من قضايا فقد الاستقرار……
أنا جنة في الظاهر وفي باطنها نار…….
أنا سجع من قصيد….
وتعرفون ما أريد….
أنا دمعة من دموع الصادقين…..
أنا جمرة في قلوب المؤمنين….
أنا الطفولة المسلوبة…
أنا البراءة المفقودة…..
أنا الجمال الذي فقد الدلال….
أنا قطعة من حجارة صغيرة….
ترونها في أعينكم حقيرة…..
لكنها أثخنت في الدبابات…
ودبت الرعب في جند الخيانات…
أنا لغز الدين والتاريخ والسياسة…
الذي ترمقونه بأبصاركم كل يوم ثم تولوا عنه وجوهكم…
تعرفون الإجابة ولا تجيبون لأنكم لاتملكون الأقلام…
لن أكثر عليكم العتاب فليس هناك من يجيب ولا من يستجيب…
استيقظت قبل قليل من نومة البؤساء…
ساعة من النوم المتقطع…
خوف ورجاء…. مرض ودواء…. فقد وعطاء….
لم أنم إلا هذه الساعة بعد صلاة الفجر التي ضيعها أكثركم…
كنت في سهرتي مستلقية على ظهري أنظر إلى النجوم التي تلهمكم بالحب والغرام…
وأتمنى أن تكون تلك النجوم هي حجارة من سجيل تعصف باليهود وتريحنا منهم…
هذه كانت مشاعري ليلة البارحة وفي كل يوم أتمنى نفس الأمنية وأسكب العبرات من المآقي البريئة…
آلام تحيط بي ذات اليمين وذات الشمال…
آمال تتردد بين قلبي ومسمعي عن حسن المآل…
أحزان تغشى حارة الحرية في فلسطين…
أفراح نفترضها بمستقبل أفضل برحمة رب العالمين…
أسكن في خيمة بيضاء مع جدي وائل وأخي مهند…
كالعادة في كل صباح أفتح الصندوق الحديدي في طرف الخيمة لأخرج ثلاث تمرات…
هي فطورنا في كل يوم…
فأعطي الأولى لأبي فيردها لي حتى آكلها…
ثم أعطيه الثانية فيمررها لمهند حتى يأكلها…
ثم أعطيه الثالثة فيقتطع منها قليلا ثم يقسم الباقي بيننا…
ويضمنا إلى صدره ويبث فينا الفرح والسرور…
وأنا أرى الدموع تبلل لحيته البيضاء…
وقد احدودب ظهره بفعل السنين…
وصروف الدهر الحزين…
وفقد عشرة من البنات والبنين…
ومع التمرات أحمل صحنا صغيرا جدا…
وأمر على خالتي (أم غسان) لآخذ منها من الماء حصتنا لهذا اليوم…
هذه حياتنا باختصار…
وهذه نجواي في عمق الحصار…
وأنا أخرج من خالتي عائدة إلى خيمتنا المتهالكة
لفت انتباهي منظر العجوز التي تمشي متعبة وليس لها عون إلا الله

فتذكرت معروف الرصافي وهو يقول:

لقيتها ليتني ما كنت ألقاها*********تمشي وقد أثقل الإملاق ممشاها

أثوابها رثة , والرجل حافية*********والدمع تذرفه في الخد عيناها

بعد الإفطار المتبوع بقليل من الحديث الماتع مع جدي
اختلسها فرصة لأتسلل إلى تلك الحارة القديمة
وفيها عمارة سكننا فيها دهرا من الزمن كحمائم الحب الهادئة
كنا نرفرف وننشد أنشودة الإباء في كل صباح…
كل الرجال هنا كانوا آباءي…
وكل النساء هنا كانوا أمهاتي…
إلى أن أتت تلك الليلة البائسة
الأصعب في حياتي
عندما ألقت يد الخبث الغاصبة
قنابل الحقد الغاضبة
فمات أبي وماتت أمي وإخواني الكبار
وعمتي فدوى وعمي نزار
فداءا لوطن الأحرار…
وعنادا لحقد الأشرار…
ونتيجة حتمية لمعاصي المذنبين وفسوق الفجار…
أذكر أنني عجزت عن الكلام دهرا من الزمن في محاولة يائسة لفهم مايحدث…
ولم أستطع العودة إلى الحياة إلا بالإلهام…
الإلهام الذي رأيته في ثبات جدي وهو ينظر المنظر ويقول: موعدنا في الجنة…

أنا الآن أمام بقايا العمارة
الهدوء يكسو المكان…
أنا وحيدة هنا
سأضع كل مافي يدي
وسأقترب أكثر…
ثم أجلس أمام المنظر…
وسأكون أمام المشهد…
والعالم من خلفي يشهد…
ثم سأبكي بحرقة وهدوء…
من حيث لاتسمعوني ولاتروني…
فدموعي الغالية لايستحقها مسلم راقد ولا يهودي حاقد…
بل يستحقها ضحايا الغدر والخيانات…
في زمن تناقض الشعارات…
وألوهية الماديات…
وبهيمية الشهوات…

سأتجه الآن إلى خيمة الحصار…
في دار الأحرار…
لأبكي أمام نجوم الليل…
علها تكون حجارة من سجيل…
ثم سأعود غدا لأبكي هنا في أول النهار…
أمام ذكريات البطولة و بقايا الدمار…

Read Full Post »