Feeds:
المقالات
التعليقات

Archive for 14 مارس, 2010

رفضتني….مرتين

رَفََضَتَنِي مَرَتَين

مَرَّةُّ بِالصَيفِ وأُخرَى بِالشِتَاءِ
بِانفِلاقِ الفَجرِ وفِي نِصفِ المَسَاءِ
بَينَ عَيشِ السَعدِ وعَيشِ البُؤسَاءِ

عِندَ أسرَابِ الطُيُورِ الحَالِمَةِ
وَسطَ أجوَاءِ الضَبَابِ القَاتِمَةِ
فََوقَ أموَاجِ البِحَارِ المُتلاطِمَةِ

تَفَتقَتِ الرُمُوشِ مِنَ العُيُونُ النَائِمَةِ
وانجَلَى الصُبُحُ مُعلِنَا النِهَايَةَ الظَالِمَةِ

هُنَاكَ فِي يَومِ العِيدِ
وَسَعَادَةُ النَاسِ تَقُولُ
هَل مِن مَزَيد…
وحَالُ قَلبِي البَائِسِ
لاجَدِيد ……

فِي ذَلِكَ المَقهَى
الطَاوِلَةُ البُنِية اللُونِ والكَرَاسِي البَيضَاءِ
تَمَامَا كَبَيَاضِ قُلُوبِ أصدِقَائِي الأعِزَاءِ
أيَامُ العِيدِ الثََلاثَةِ لَدِيهِم
مَرت عَلِي كَأيامِ العَزَاءَ

عُدتُ إِلَى المَنزِل آخِرَ اللَيلِ
وجَثُوتُ عَلَى رُكبَتِي
والهَمُ يَجثُو عَلَى قَلبِي الكَسِيرِ
دُمُوعِي تَتَسَاقَطُ
وتَجتَمعُ وتَتَلاقَطُ
عَلََى الأرِيكَةِ السَاحِرَةِ
المَكسُوةِ بِالحَرِيرِ
بَعدَ ثُلاثِيةِ العِيدِ السَعَيدِ للنَاسِ
والعَزَاءِ الحَزِينِ فِي قَلبِي

خَرَجتُ مِن شُقتِي المُتَواضِعَة فِي المَدِينَةِ السَاحِلِية
مُتجِهَا لارتِشَافِ قَهوةِ الصَبَاحِ وتَصَفُحِ الصُحُفِ
لأُفَاجَئَ بِطَلَتَِهَا البَهيةِ
لَيسَ عَلَى أرضِ الوَاقِعِ المَرِيرِ
بَل فِي كُوبِ القَهوةِ
وعَلَى بَعضِ الصَفَحَاتِ

أَي فُنُون تِلكَ التَي أمَارِسُها بِلاشُعُورُ
وأيُ جُنُون لَن يَتكَرر عَبرَ العُصُورُ

خَرَجتُ والأمطَارُ الغَزِيرَةُ تَتَسَاقَطُ بِكَثَافَةٍ
عَلَى وَجهِي الشَاحِبِ الحَزِينِ
واتجَهتُ إِلَى صَدِيقِي العَزِيزِ
غَرِيبُ الأطوَارِ عَبدُالعَزِيزِ

وبَعدَ صَلَاةِ الظُهرِ
فَاجَأنِي بِعرضِ للغَدَاءِ مَعَهُ
فَاتجَهنَا سَويةً إلَى أحَدِ المَطَاعِمِ الإيطَالِيةِ
ثُم اتَّجَهنَا بَعدَ تَنَاولِ الغَدَاءِ (اللَذِيذِ),
اتجَهنَا إلَى مَعرَضِ الفَنِّ التَشكِيلِي الإِيطَالِي,
وبَينَمَا كَانَ زَمِيلِي يَسِيرُ بِهُدُوءِ فِي جَنبَاتِ المَعرَضِ,
استَغرَبَ تَوقُّفِي أَمَامَ لَوحَةٍ واحِدَةٍ

لَم أبرَح تِلكَ اللَوحَةَ البَتَّةَ
حيثُ استَخَفَّنِي الطَّرَبُ بِحَيثِياتَهَا العَجِيبَةِ
وأخِذَتُ عَلَى حِينِ غِرةِ بِتَفَاصِيلِهَا الدَقَيقَةِ

مِن خِلالَ لَوحَةٍ تَطَيرُ بِالعَقلِ واللُبِّ
وتُعَمِّقُ الشُّعُورَ بِالشَوقِ والحُبِّ
يُحَاكِي مَنظَرُهَا الطَبِِِيعِي
كُلُّ مَاتَحَتَاجُه العَينُ لتَسعَدَ والقَلبُ ليَهنَأ
اشتَمَلَتِ اللَوحَةُ عَلَى خُضرَةٍ غَنَاءَ ذَكَّرَتنِي
بِقَمِيصِهَا الأخضَرِ الذِي لَبِسَتَه أَيَامَ الطُفُولَةِ
وزُرقَةِ المَاءِ التِي ذَكَّرَتنِي
بِقَمِيصِ أزرَقٌ لَبِسَتهُ يَومَ عِيدٍ

ومَظهَرُ سُطُوعَ الشَمسِ الذِي ذَكرَنِي
مَنظَرُ ابتَسَامَتِهَا المُشرِقَةِ المُذهِلَةِ
أسدَلتُ عَينِي عَلَى ذِكرَاهَا
وهَطَلَتِ الدُمُوعُ مِن قَلبِي
والأمطَارُ مِن حَولِي

لِمَ لا وَقَد رَفَضَتنِي مَرَّتِينِ
مَرََّةِ بِالصَيفِ وأخرَى بِالشِتَاءَ
بِانفِلاقِ الفَجرَ وفِي نِصفِ المَسَاءِ
بَينَ عَيشِ السَعدِ وعَيشِ البُؤسَاءَ

Read Full Post »