Feeds:
المقالات
التعليقات

Archive for 18 جويلية, 2012

شاطيء نجد….

البداية من لقطة ولمحة وومضة وعبرة
لقطة بكاء طفل حيران ,
ولمحة أزيز البكاء الهاديء ,
وومضة نظرة الشفقة التي يكرهها رغم جهله وحيرته
وعبرة الدموع التي حولها الى عبارة (نعم للحياة لا لليأس) ….

والطريق ربع قرن جعلته يسبق عمره كما يشهد له اقرانه ,

سنذهب الى لقطة جميلة من تلك التجربة ” على تلة في نجد الاباء والشموخ
حيث وقف الشاب اليافع في الربيع الثامن عشر
ليعلن الرحيل إلى شرق البلاد حيث ساحل الخليج العربي ,
أمسكت أمه وسط ذراعه الأيمن وقد ولاها ظهره حتى لايرى دموعها التي باستطاعتها ثنيه عن أي خطوة يخطاها ,
فشعر باهتزاز اصابعها يتحرك في عروق يده
نحو القلب
قالت أغلى الحبايب: إن كان في الشرق شاطيء البحر
فهنا في نجد شاطيء رملي ذهبي تكسوه جماليات الخضرة تحت زخات أمطار الشتاء ويتعلم اهله الصبر صيفا
لتكتمل منظومة الصبر والإحساس ..

بكا وبكت فكان الحضن المرير ,
بكا وبكت فكان الدمع الغزير ..

يبدو أن الشاب مصرّ على الرحيل مع وعد بعودة ظافرة مميزة ,
كفكفت الأم دموعها باحساس الشتاء ..
وتجلدت بصبر الصيف ,
وودعته بابتسامة حانية تخفي دموعا متحجرة
عالجها الابن بتجلد اقوى وهيبة لمستقبل مجهول ..

هناك في أعلى التلة كان الوداع ..

 ليتجه الابن لساحل البحر وتلبث الأم في شاطيء نجد بانتظار نهاية ألم الفراق ,

عاد اليافع رجلا مكتمل الرجولة واثق الخطوة ظافرا بتوفيق الله ثم دعوات الوالدين
فكان اللقاء في نفس التلة وانهمرت نفس الدموع ولكنها دموع الفرح بالظفر والفخر بولدها البكر الذي اهدته قلبها فأحب أن يسعدها بانجازه ..

هنا في الخامسة والعشرين نقطة على السطر
بانتظار القادم من السطور والكلمات والأحداث والصفحات ,

سأغلق الكتاب واستلقى مبتسما بين اهلي في شواطيء نجد…

 

Read Full Post »